بسم الله الرحمن الرحيم
---
عمرو خالد: التدين المصطنع ازداد! حوار: - عمرو خالد: التدين المصطنع ازداد!
منذ عودته من بريطانيا وهو حديث الساعة.. ما بين أقوال عن أثر ظهوره بجمعية يرأسها وزير بالحكومة و عن انتهاء منعه الأمني من مقابلة الجماهير
عمرو خالد في حوار معكم الذي استمر عشر سنوات.. وأحاديث عن مشاركته في فيلم سينمائي يجسد شخصية السيدة مريم العذراء.. وحكايات حول بدئه التحضير لبرنامج علي الإنترنت وليس التليفزيون.. فضلا عما قيل عن امتلاكه ملايين الجنيهات وابتعاده عن الإسهام بمليم لخدمة المجتمع مثلما يدعو الآخرون.. بالإضافة لتشبيهه بنجوم الروك في أوروبا من قبل قناة الـB.B.C البريطانية..
عمرو خالد الداعية المعروف العائد بنشاط ملحوظ, لمعرفة حقيقة ما يقال عنه وخططه وجديده لنشكل صورة لما يفكر فيه.. وكي لا نطيل عليكم نترككم مع تفاصيل اللقاء.. فلتقرأوا.. هل تعرضت لمضايقات أمنية اثر رجوعك إلي مصر؟ لا.. لم أتعرض لأي مضايقات بأي شكل من الأشكال. لكنك غادرت مصر متوجها لبريطانيا تاركا الدعوة الجماهيرية متعللا بصدور تعليمات أمنية بإيقافك؟! لقد تم منعي فعليا من التواصل مع الجماهير منذ30 أكتوبر2002, ولكني لم استخدم جملة صدر لي تعليمات أمنية, ومع هذا مازال غير مسموح لي بالتواصل مع الجماهير فلم التق بجماهيري سوي مرة واحدة منذ شهرين.. ومازلت انتظر. وما الذي يجعلك تعتقد أنك منعت في الأساس؟! الأمر واضح.. فطوال العشر سنوات الماضية أجد إشكالية في التواصل مع الناس سواء في المساجد أو النوادي أو الجامعات.. فعلي سبيل المثال كانت تأتيني دعوة من رئيس جامعة أو عميد كلية وغيرهما, وأفاجأ بهم بعدها بساعات قليلة يعتذرون بشكل واضح وصريح لا يحتاج لتأويل. وهل يعني ظهورك أثناء فترة الانتخابات البرلمانية الأخيرة لتدلي بخطاب جماهيري في جمعية يترأسها وزير بالحكومة مؤشرا لعودة المياه لمجاريها؟ آمل ذلك.. ولهذا أقول انني منتظر حدوث انفراجه في هذا الأمر.. وأتوقع الخير ـ إن شاء الله. بصراحة.. ألم تعتبر تلك الدعوة بمثابة الانفراجة المنتظرة؟ لم أذهب للحصول علي انفراجة مع احترامي للواء عبد السلام المحجوب, وإنما ذهبت لتلبية دعوة من جمعية مدنية, لقناعتي بأنه إذا جاءني أي شخص بدعوة فسألبيها فورا طالما لم تكن تابعة لتيار سياسي حزبي أو ديني.. وللعلم لا أتقاضي أي مقابل مادي من وراء المؤتمرات أو الندوات أو المقابلات الجماهيرية.. لأنني صاحب رسالة بينما الأسهل الجلوس في الغرف المكيفة داخل الاستوديوهات. تشير بأنك لا تتقاضي أجرا علي لقاء الجماهير وفي الوقت نفسه سيكون برنامجك القادم علي الإنترنت وليس التليفزيون.. أليست المعيشة تحتاج لـ فلوس؟! اسمع.. هذا لو كان تفكيري ماديا فقط.. فكما هو معلوم أن جمهور التليفزيون ذو شرائح أكبر من جمهور الإنترنت, ولكن الأخير ذو صبغة خاصة لأنه يمثل جيلا تتراوح أعماره غالبا ما بين15 إلي25 عاما, وهو الجمهور الذي أريد مخاطبة أخلاقياته وأشعر أنه علينا الذهاب لهم في الأماكن التي يتواجدون فيها لنعرفهم أكثر بالإسلام ونربطهم بسلوكياته. وما الذي ستتناوله في البرنامج؟ برنامج نادي الأخلاق يناقش إشكالية قضية الأخلاق في بلدنا عبر تقسيمها لخمس مجموعات هي أخلاق: الرحماء, والحكماء, والفرسان, والمصلحين, والمبدعين.. وذلك بعدما أصبحت حالة التدين في ازدياد وحالة الأخلاق في انخفاض بما يدل أن المؤشر به شئ غير صحيح. أليس هناك تضاد بين ازدياد التدين وانحدار الأخلاق؟! ما قصدته هو خطورة أن يفهم التدين علي أنه شعائر مظهرية دون استكماله بأخلاق.. فالأسهل هو قول السلام عليكم يا أخي أو قول جزاك الله خيرا, وهي بالطبع كلمات مقدرة وغالية, ولكن الأصعب أن أتقن عملي وأحفظ لساني ولا أغتاب الناس. ومن المسئول عن ذلك في رأيك؟ ربما هناك خطأ من الدعاة في توصيل جوهر حقيقة الرسالة أو أن الناس أصبحت تستسهل بشكل أكبر. أتعتقد أن سببا من أسباب ذلك كون شغل منصب شيخ الأزهر بالتعيين وليس بالانتخاب مثلما كان يحدث بالماضي, وبالتالي ضعف دوره المنوط به في التنوير والوصول للمواطن العادي؟ نريد التفرقة بين نقطتين.. الأولي قضية الاختيار بالتعيين التي يرفضها كثيرون مثلي.. والثانية حكاية عدم قيام الأزهر بدوره, لأن هذا كلام خطير.. فجزء أساسي في حماية طبيعة الوسطية والسماحة التي يتميز بها المصريون هو الأزهر الذي مازالت طريقة تدريسه وفتاواه والأبحاث التي يصدرها وسطية.. فالأزهر مثل كل المؤسسات في بلدنا به أخطاء ومشاكل لكنه الحامي الحقيقي للوسطية الإسلامية. وما أكثر شيء ينقصه في رأيك؟ متابعة مستجدات العصر.. وهذه ليست مشكلة الأزهر وحده وإنما مشكلة كل العاملين في الشأن الديني بالعالم العربي.. ففي الماضي كنا نتحدث عن تغير الأجيال كل10 سنوات لكن اليوم علينا إدراك أن الأجيال اختلفت وأصبحت تتغير كل3 سنوات.. فما كان قبل الـFacebook يختلف عما بعده في ظهور أخلاقيات جديدة لم تكن موجودة. وكيف ستتدارك ذلك في برنامجك بشكل عملي وليس نظري؟ من حيث الشكل سيكون أول برنامج يصور في مختلف دول العالم بكاميرا تليفزيونية وحصريا علي الإنترنت من يوم6 فبراير القادم وحتي شهر رمضان علي موقعwww.amrkhaled.net أما من حيث المضمون فستكون الحلقات المذاعة مسجلة منها عدد من الحلقات سأتواجد فيها علي الإنترنت مباشرة مع الشباب لنتبادل الحديث في كيفية تطبيق الخلق بشكل عملي وليس مجرد كلام مع عمل بطاقات عضوية لمن ينفذ الواجب الأسبوعي الذي سنتفق عليه. بمعني؟ أنا لا أؤسس مجرد برنامج اسمه نادي الأخلاق وإنما سيكون اسما علي مسمي.. فهو أيضا ناد فيه اشتراكات مجانية سترسل علي الإيميل لصاحبها برقم عضوية, والعضوية مرتبطة بعمل أخلاقي محترم يقوم به العضو مثلا لو اتصل بمعلمه من خلق الوفاء أو نظف شارعه أو احترم كبيرا وهكذا. وكيف ستستطيع معرفة إذا كان نفذ فعليا من عدمه؟ لابد أن يكون هناك افتراضية الصدق عندما يرسل لنا ما قام بعمله وسنتواصل معه ونرد عليه.. وإن لم يكن صادقا فنحن نعتبر أن مجرد حرصه دليل علي استمرارنا معه لنعطيه أملا, لأن غرضي من البرنامج هو التفاعل طوال الأسبوع لتطبيق الخلق وليس إعطاء المحاضرات. تقول ان التصوير بمختلف دول العالم.. من وراء تمويل البرنامج؟ الميزة الأساسية فيه أنه يرتبط بالتصوير في أماكن تواجدت فيها بشكل طبيعي, وبالتالي لا أتكلف أي مصاريف سفر وما إلي ذلك مع محاولة اختيار أفضل خلق يميز الدولة المتواجد فيها, فمثلا صورنا جزءا في إندونيسيا وتحدثنا عن النظافة, وعندما تكلمنا عن الإتقان صورنا في سويسرا وأيضا تنقلنا في دول أخري مثل كندا واليمن والكويت وألمانيا. وهل يعني ذلك أنك ستبتعد عن التليفزيون في الفترة المقبلة؟ لا.. سأقدم برنامج قرار صحيح علي قناة رسالة مع بداية شهر مارس المقبل, وفيه أتناول كيفية اتخاذ القرارات في ضوء أعمال وحياة النبي( ص).. وهو مزيج بين أسلوب سيدنا محمد( ص) في التربية مع علم التنمية البشرية. أستعتمد علي مساعدة فريق إعداد في البرنامجين؟ دائما معي فريق إعداد متميز.. لأن عقلا واحدا مهما كانت قدراته لا يستمر طويلا. وشهر رمضان.. ماذا أعددت له؟ هناك برنامج بإذن لله لكن الحديث عنه سابق لأوانه, بالإضافة إلي أننا نجهز للجزء الثاني من برنامج مجددون. شبهتك قناة الـB.B.C البريطانية بأنك في الوطن العربي مثل نجوم الروك في أوروبا.. ما تعليقك؟ هذا التشبيه يخاطب الشخص الغربي ولا يخاطبنا نحن العرب.. فهو يحاول الوصول للشخص الغربي بثقافته ولغته وليس بلغتنا وثقافتنا.. ومن وجهة نظر ثقافتنا لست موافقا علي هذا الكلام. وماذا عن تشبيهك بالإعلامية الأمريكية أوبرا وينفري؟ أنا لا أقوم بما تقوم به.. وإنما هي محاولة للوصول لعقلية الغرب أيضا. ما أكثر البرامج الدينية التي تتابعها؟ برنامج خواطر شاب لأحمد الشقيري فهو من أكثر البرامج المتميزة لما فيه من قيمة الجوهر في ربط الدين بالإصلاح والنهضة ولذلك حقق أعلي نسب مشاهدة العام الماضي بالسعودية, وكذلك هناك برامج د.سلمان العودة الذي اعتبره مرجعية ومفكرا ورمزا لعلماء الدين المنفتحين. وماذا عن تقويمك لمسلسلات شهر رمضان؟ المسلسلات التي تعرض في رمضان بها اللائق المحترم المناسب وبها الذي يتنافي مع تقاليد المصريين في الشهر الكريم ولن أقول لك الدين.. مثلا أعجبني مسلسل الملك فاروق الذي أجمع الناس علي جودته, وفي المقابل حزنت علي عرض مسلسل مثل زهرة وأزواجها الخمسة الذي يتنافي مع احترام مشاعر الصائمين ومشاعر المصريين شكلا وموضوعا.. وأتمني عدم تكرار ذلك رمضان القادم. هل تري الفن رسالة أم متعة؟ طوال عمري اعتبره رسالة مطالبا بوجود فن يرتقي بنا.. ولكن عندما يكون فنا وليس مرتديا كذبا عباءة الفن.. لأن هذا غير مقبول. ثار جدل حول المسلسل الإيراني يوسف الصديق لتجسيده شخصية سيدنا يوسف عليه السلام.. فما موقفك؟ لنكن منصفين هو عرض يحمل في مضمونه قيما جيدة ومؤثرة, لكن هناك إشكالية في تجسيد الشخصية وهو ما يتعارض مع فتاوي الأزهر الشريف. وهل أنت مع منع عرضه أم العكس؟ هذه نقطة ترجع لأهل الفتوي في الأزهر.. فرأيي يندرج تحت مسمي تقويم العمل من وجهة نظر مشاهد رأي ما له وما عليه. ولكن رؤيتك تتناقض مع تصريح الفنانة إيمان أيوب لصحيفة الشروق بأنك ستشارك معها في فيلم مريم العذراء كراو لبعض الأحداث التي يصعب تصويرها؟ بغضب وانفعال مكتوم, قال: ما هذا الكلام؟!.. من قال ذلك؟!.. ثم أخذ نفسا عميقا وأكمل بقوله: بالطبع لن أشارك في فيلم لم أسمع عنه ولم يحدثني فيه أي شخص ولا أعرف علي أي أساس تم نشر هذا الكلام. قلت: بم يجب أن يتصف الداعية الذي يحدث الملايين عبر التليفزيون؟ قال: هو توليفة من أربع حاجات أولها الإخلاص وثانيها حب الناس وثالثها أن يكون عايش واقعهم, وأخيرا أن يقرأ بعيونهم ما يدور حولهم. وما الفارق بينه وبين عالم الدين؟ العالم قد يكون داعية لكن ليس كل داعية عالما.. والداعية ليس مطلوبا منه إصدار الفتوي, لأن العالم أكثر تخصصا.. وحرصي علي الحصول علي شهادة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية والتعايش مع الآخر ليس من أجل الفتوي لأنني مازلت مصر أني غير مؤهل لذلك.. وإنما كان ذلك لإيماني بأنه يجب عندما تتحدث عن مقاصد القرآن والشريعة تحتاج لتزويد نفسك بسلاح العلم.. ففي الماضي كان يشترط لتكون داعية أن تكون عالما. كيف تري الحوار بيننا وبين بعضنا البعض كمصريين مسلمين واقباطا؟ أعتقد أن مبادرة بيت العائلة التي قام بها فضيلة الإمام د.أحمد الطيب شيخ الأزهر منذ أيام التي تحث علي جلوس علماء الطرفين للحوار والمناقشة سيكون لها اثر بالغ علي مجتمعنا. أصدرت بيانا يندد بحادث الإسكندرية واعتبرت الفاعل شيطانا.. ولكن ما المخرج الذي تراه لإعادة الأمور لنصابها الصحيح بعد حالة الاحتقان التي شهدنا بعضها في المظاهرات؟ علي الدولة استيعاب الشباب في مشروعات قومية لأنهم مليئون بطاقة أين سيذهبون بها إذا لم تفتح لهم قنوات تحميها؟!.. وجزء آخر يقع علي عاتق خطب الجمعة التي تعلمنا بشكل أحادي وجهة نظر لا تقبل مناقشة, لكن الأهم ليس الحديث عن الحرام وإنما كيفية توصيل الأسباب عبر عرض الرأي والرأي الآخر, هذا إلي جانب حصة الدين بالمدرسة.. ذلك إذا أردنا ابعادهم عمن يستغلهم. بين ما تقوله من ضرورة استيعاب الدولة للشباب في مشروعات وأرض الواقع شتان الفارق.. فسنجد الحكومة تتحدث عن ضعف الإمكانيات والعائد الاقتصادي, وبالتالي مغلولة الأيدي؟ نعم.. ولذلك أقول علينا جميعا أن نساعد بعضنا البعض وتتشابك الأيادي, ويسهم المجتمع المدني بجوار الحكومة والمسئولين عن التعليم وخطب الجمعة للارتقاء بالشباب الذين لو أدخلناهم في معادلة حل المشاكل المستعصية التي لا نعرف لها حلا سنجدهم يحدثون نتائج مبهرة.. مثلما اثبتوا ذلك في حملة حماية لمواجهة المخدرات وأحدثوا دويا تحدث عنه العالم كله. أصحاب الملايين في أمريكا وأوروبا يتبرعون بنصف ثرواتهم لخدمة المجتمع.. فمتي نري ذلك عندنا؟ للأسف شيء يدعو للخجل.. أخشي أن أقول لهم شوفوا ماذا فعل بيل جيتس؟!.. فلابد أن يكون هناك دوافع إيمانية حث عليها الدين الإسلامي والمسيحي ودوافع إنسانية بحكم معايشتهم للناس وأيضا دوافع وطنية.. لكن إن لم يحركهم كل ذلك فلا يسعني سوي قول قلدوا بيل جيتس!!. ولكنك أحد المتهمين بذلك حيث يقول البعض انك صاحب ملايين...؟! يقاطعني ويرد بصوت خافت مليء بالشجن, يقول: هذا الكلام غير صحيح.. فمنذ طفولتي وأعيش عيشة ميسورة ولم تكن الدعوة يوما هي السر وراء ما أنا عليه.. فقد كنت أعمل في بداياتي في أكبر مكتب مراجعة حسابات بمصر ثم أسست مكتبي الخاص للمراجعة واستمر سنوات.. وحاليا العمل الوحيد الذي أتقاضي عنه أجرا هو برامج التليفزيون.. ومعروف للجميع العائد المادي منها.. فهذه الشائعات الهدف منها النيل مني. - عمرو خالد:
---
عمرو خالد: التدين المصطنع ازداد! حوار: - عمرو خالد: التدين المصطنع ازداد!
منذ عودته من بريطانيا وهو حديث الساعة.. ما بين أقوال عن أثر ظهوره بجمعية يرأسها وزير بالحكومة و عن انتهاء منعه الأمني من مقابلة الجماهير
عمرو خالد في حوار معكم الذي استمر عشر سنوات.. وأحاديث عن مشاركته في فيلم سينمائي يجسد شخصية السيدة مريم العذراء.. وحكايات حول بدئه التحضير لبرنامج علي الإنترنت وليس التليفزيون.. فضلا عما قيل عن امتلاكه ملايين الجنيهات وابتعاده عن الإسهام بمليم لخدمة المجتمع مثلما يدعو الآخرون.. بالإضافة لتشبيهه بنجوم الروك في أوروبا من قبل قناة الـB.B.C البريطانية..
عمرو خالد الداعية المعروف العائد بنشاط ملحوظ, لمعرفة حقيقة ما يقال عنه وخططه وجديده لنشكل صورة لما يفكر فيه.. وكي لا نطيل عليكم نترككم مع تفاصيل اللقاء.. فلتقرأوا.. هل تعرضت لمضايقات أمنية اثر رجوعك إلي مصر؟ لا.. لم أتعرض لأي مضايقات بأي شكل من الأشكال. لكنك غادرت مصر متوجها لبريطانيا تاركا الدعوة الجماهيرية متعللا بصدور تعليمات أمنية بإيقافك؟! لقد تم منعي فعليا من التواصل مع الجماهير منذ30 أكتوبر2002, ولكني لم استخدم جملة صدر لي تعليمات أمنية, ومع هذا مازال غير مسموح لي بالتواصل مع الجماهير فلم التق بجماهيري سوي مرة واحدة منذ شهرين.. ومازلت انتظر. وما الذي يجعلك تعتقد أنك منعت في الأساس؟! الأمر واضح.. فطوال العشر سنوات الماضية أجد إشكالية في التواصل مع الناس سواء في المساجد أو النوادي أو الجامعات.. فعلي سبيل المثال كانت تأتيني دعوة من رئيس جامعة أو عميد كلية وغيرهما, وأفاجأ بهم بعدها بساعات قليلة يعتذرون بشكل واضح وصريح لا يحتاج لتأويل. وهل يعني ظهورك أثناء فترة الانتخابات البرلمانية الأخيرة لتدلي بخطاب جماهيري في جمعية يترأسها وزير بالحكومة مؤشرا لعودة المياه لمجاريها؟ آمل ذلك.. ولهذا أقول انني منتظر حدوث انفراجه في هذا الأمر.. وأتوقع الخير ـ إن شاء الله. بصراحة.. ألم تعتبر تلك الدعوة بمثابة الانفراجة المنتظرة؟ لم أذهب للحصول علي انفراجة مع احترامي للواء عبد السلام المحجوب, وإنما ذهبت لتلبية دعوة من جمعية مدنية, لقناعتي بأنه إذا جاءني أي شخص بدعوة فسألبيها فورا طالما لم تكن تابعة لتيار سياسي حزبي أو ديني.. وللعلم لا أتقاضي أي مقابل مادي من وراء المؤتمرات أو الندوات أو المقابلات الجماهيرية.. لأنني صاحب رسالة بينما الأسهل الجلوس في الغرف المكيفة داخل الاستوديوهات. تشير بأنك لا تتقاضي أجرا علي لقاء الجماهير وفي الوقت نفسه سيكون برنامجك القادم علي الإنترنت وليس التليفزيون.. أليست المعيشة تحتاج لـ فلوس؟! اسمع.. هذا لو كان تفكيري ماديا فقط.. فكما هو معلوم أن جمهور التليفزيون ذو شرائح أكبر من جمهور الإنترنت, ولكن الأخير ذو صبغة خاصة لأنه يمثل جيلا تتراوح أعماره غالبا ما بين15 إلي25 عاما, وهو الجمهور الذي أريد مخاطبة أخلاقياته وأشعر أنه علينا الذهاب لهم في الأماكن التي يتواجدون فيها لنعرفهم أكثر بالإسلام ونربطهم بسلوكياته. وما الذي ستتناوله في البرنامج؟ برنامج نادي الأخلاق يناقش إشكالية قضية الأخلاق في بلدنا عبر تقسيمها لخمس مجموعات هي أخلاق: الرحماء, والحكماء, والفرسان, والمصلحين, والمبدعين.. وذلك بعدما أصبحت حالة التدين في ازدياد وحالة الأخلاق في انخفاض بما يدل أن المؤشر به شئ غير صحيح. أليس هناك تضاد بين ازدياد التدين وانحدار الأخلاق؟! ما قصدته هو خطورة أن يفهم التدين علي أنه شعائر مظهرية دون استكماله بأخلاق.. فالأسهل هو قول السلام عليكم يا أخي أو قول جزاك الله خيرا, وهي بالطبع كلمات مقدرة وغالية, ولكن الأصعب أن أتقن عملي وأحفظ لساني ولا أغتاب الناس. ومن المسئول عن ذلك في رأيك؟ ربما هناك خطأ من الدعاة في توصيل جوهر حقيقة الرسالة أو أن الناس أصبحت تستسهل بشكل أكبر. أتعتقد أن سببا من أسباب ذلك كون شغل منصب شيخ الأزهر بالتعيين وليس بالانتخاب مثلما كان يحدث بالماضي, وبالتالي ضعف دوره المنوط به في التنوير والوصول للمواطن العادي؟ نريد التفرقة بين نقطتين.. الأولي قضية الاختيار بالتعيين التي يرفضها كثيرون مثلي.. والثانية حكاية عدم قيام الأزهر بدوره, لأن هذا كلام خطير.. فجزء أساسي في حماية طبيعة الوسطية والسماحة التي يتميز بها المصريون هو الأزهر الذي مازالت طريقة تدريسه وفتاواه والأبحاث التي يصدرها وسطية.. فالأزهر مثل كل المؤسسات في بلدنا به أخطاء ومشاكل لكنه الحامي الحقيقي للوسطية الإسلامية. وما أكثر شيء ينقصه في رأيك؟ متابعة مستجدات العصر.. وهذه ليست مشكلة الأزهر وحده وإنما مشكلة كل العاملين في الشأن الديني بالعالم العربي.. ففي الماضي كنا نتحدث عن تغير الأجيال كل10 سنوات لكن اليوم علينا إدراك أن الأجيال اختلفت وأصبحت تتغير كل3 سنوات.. فما كان قبل الـFacebook يختلف عما بعده في ظهور أخلاقيات جديدة لم تكن موجودة. وكيف ستتدارك ذلك في برنامجك بشكل عملي وليس نظري؟ من حيث الشكل سيكون أول برنامج يصور في مختلف دول العالم بكاميرا تليفزيونية وحصريا علي الإنترنت من يوم6 فبراير القادم وحتي شهر رمضان علي موقعwww.amrkhaled.net أما من حيث المضمون فستكون الحلقات المذاعة مسجلة منها عدد من الحلقات سأتواجد فيها علي الإنترنت مباشرة مع الشباب لنتبادل الحديث في كيفية تطبيق الخلق بشكل عملي وليس مجرد كلام مع عمل بطاقات عضوية لمن ينفذ الواجب الأسبوعي الذي سنتفق عليه. بمعني؟ أنا لا أؤسس مجرد برنامج اسمه نادي الأخلاق وإنما سيكون اسما علي مسمي.. فهو أيضا ناد فيه اشتراكات مجانية سترسل علي الإيميل لصاحبها برقم عضوية, والعضوية مرتبطة بعمل أخلاقي محترم يقوم به العضو مثلا لو اتصل بمعلمه من خلق الوفاء أو نظف شارعه أو احترم كبيرا وهكذا. وكيف ستستطيع معرفة إذا كان نفذ فعليا من عدمه؟ لابد أن يكون هناك افتراضية الصدق عندما يرسل لنا ما قام بعمله وسنتواصل معه ونرد عليه.. وإن لم يكن صادقا فنحن نعتبر أن مجرد حرصه دليل علي استمرارنا معه لنعطيه أملا, لأن غرضي من البرنامج هو التفاعل طوال الأسبوع لتطبيق الخلق وليس إعطاء المحاضرات. تقول ان التصوير بمختلف دول العالم.. من وراء تمويل البرنامج؟ الميزة الأساسية فيه أنه يرتبط بالتصوير في أماكن تواجدت فيها بشكل طبيعي, وبالتالي لا أتكلف أي مصاريف سفر وما إلي ذلك مع محاولة اختيار أفضل خلق يميز الدولة المتواجد فيها, فمثلا صورنا جزءا في إندونيسيا وتحدثنا عن النظافة, وعندما تكلمنا عن الإتقان صورنا في سويسرا وأيضا تنقلنا في دول أخري مثل كندا واليمن والكويت وألمانيا. وهل يعني ذلك أنك ستبتعد عن التليفزيون في الفترة المقبلة؟ لا.. سأقدم برنامج قرار صحيح علي قناة رسالة مع بداية شهر مارس المقبل, وفيه أتناول كيفية اتخاذ القرارات في ضوء أعمال وحياة النبي( ص).. وهو مزيج بين أسلوب سيدنا محمد( ص) في التربية مع علم التنمية البشرية. أستعتمد علي مساعدة فريق إعداد في البرنامجين؟ دائما معي فريق إعداد متميز.. لأن عقلا واحدا مهما كانت قدراته لا يستمر طويلا. وشهر رمضان.. ماذا أعددت له؟ هناك برنامج بإذن لله لكن الحديث عنه سابق لأوانه, بالإضافة إلي أننا نجهز للجزء الثاني من برنامج مجددون. شبهتك قناة الـB.B.C البريطانية بأنك في الوطن العربي مثل نجوم الروك في أوروبا.. ما تعليقك؟ هذا التشبيه يخاطب الشخص الغربي ولا يخاطبنا نحن العرب.. فهو يحاول الوصول للشخص الغربي بثقافته ولغته وليس بلغتنا وثقافتنا.. ومن وجهة نظر ثقافتنا لست موافقا علي هذا الكلام. وماذا عن تشبيهك بالإعلامية الأمريكية أوبرا وينفري؟ أنا لا أقوم بما تقوم به.. وإنما هي محاولة للوصول لعقلية الغرب أيضا. ما أكثر البرامج الدينية التي تتابعها؟ برنامج خواطر شاب لأحمد الشقيري فهو من أكثر البرامج المتميزة لما فيه من قيمة الجوهر في ربط الدين بالإصلاح والنهضة ولذلك حقق أعلي نسب مشاهدة العام الماضي بالسعودية, وكذلك هناك برامج د.سلمان العودة الذي اعتبره مرجعية ومفكرا ورمزا لعلماء الدين المنفتحين. وماذا عن تقويمك لمسلسلات شهر رمضان؟ المسلسلات التي تعرض في رمضان بها اللائق المحترم المناسب وبها الذي يتنافي مع تقاليد المصريين في الشهر الكريم ولن أقول لك الدين.. مثلا أعجبني مسلسل الملك فاروق الذي أجمع الناس علي جودته, وفي المقابل حزنت علي عرض مسلسل مثل زهرة وأزواجها الخمسة الذي يتنافي مع احترام مشاعر الصائمين ومشاعر المصريين شكلا وموضوعا.. وأتمني عدم تكرار ذلك رمضان القادم. هل تري الفن رسالة أم متعة؟ طوال عمري اعتبره رسالة مطالبا بوجود فن يرتقي بنا.. ولكن عندما يكون فنا وليس مرتديا كذبا عباءة الفن.. لأن هذا غير مقبول. ثار جدل حول المسلسل الإيراني يوسف الصديق لتجسيده شخصية سيدنا يوسف عليه السلام.. فما موقفك؟ لنكن منصفين هو عرض يحمل في مضمونه قيما جيدة ومؤثرة, لكن هناك إشكالية في تجسيد الشخصية وهو ما يتعارض مع فتاوي الأزهر الشريف. وهل أنت مع منع عرضه أم العكس؟ هذه نقطة ترجع لأهل الفتوي في الأزهر.. فرأيي يندرج تحت مسمي تقويم العمل من وجهة نظر مشاهد رأي ما له وما عليه. ولكن رؤيتك تتناقض مع تصريح الفنانة إيمان أيوب لصحيفة الشروق بأنك ستشارك معها في فيلم مريم العذراء كراو لبعض الأحداث التي يصعب تصويرها؟ بغضب وانفعال مكتوم, قال: ما هذا الكلام؟!.. من قال ذلك؟!.. ثم أخذ نفسا عميقا وأكمل بقوله: بالطبع لن أشارك في فيلم لم أسمع عنه ولم يحدثني فيه أي شخص ولا أعرف علي أي أساس تم نشر هذا الكلام. قلت: بم يجب أن يتصف الداعية الذي يحدث الملايين عبر التليفزيون؟ قال: هو توليفة من أربع حاجات أولها الإخلاص وثانيها حب الناس وثالثها أن يكون عايش واقعهم, وأخيرا أن يقرأ بعيونهم ما يدور حولهم. وما الفارق بينه وبين عالم الدين؟ العالم قد يكون داعية لكن ليس كل داعية عالما.. والداعية ليس مطلوبا منه إصدار الفتوي, لأن العالم أكثر تخصصا.. وحرصي علي الحصول علي شهادة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية والتعايش مع الآخر ليس من أجل الفتوي لأنني مازلت مصر أني غير مؤهل لذلك.. وإنما كان ذلك لإيماني بأنه يجب عندما تتحدث عن مقاصد القرآن والشريعة تحتاج لتزويد نفسك بسلاح العلم.. ففي الماضي كان يشترط لتكون داعية أن تكون عالما. كيف تري الحوار بيننا وبين بعضنا البعض كمصريين مسلمين واقباطا؟ أعتقد أن مبادرة بيت العائلة التي قام بها فضيلة الإمام د.أحمد الطيب شيخ الأزهر منذ أيام التي تحث علي جلوس علماء الطرفين للحوار والمناقشة سيكون لها اثر بالغ علي مجتمعنا. أصدرت بيانا يندد بحادث الإسكندرية واعتبرت الفاعل شيطانا.. ولكن ما المخرج الذي تراه لإعادة الأمور لنصابها الصحيح بعد حالة الاحتقان التي شهدنا بعضها في المظاهرات؟ علي الدولة استيعاب الشباب في مشروعات قومية لأنهم مليئون بطاقة أين سيذهبون بها إذا لم تفتح لهم قنوات تحميها؟!.. وجزء آخر يقع علي عاتق خطب الجمعة التي تعلمنا بشكل أحادي وجهة نظر لا تقبل مناقشة, لكن الأهم ليس الحديث عن الحرام وإنما كيفية توصيل الأسباب عبر عرض الرأي والرأي الآخر, هذا إلي جانب حصة الدين بالمدرسة.. ذلك إذا أردنا ابعادهم عمن يستغلهم. بين ما تقوله من ضرورة استيعاب الدولة للشباب في مشروعات وأرض الواقع شتان الفارق.. فسنجد الحكومة تتحدث عن ضعف الإمكانيات والعائد الاقتصادي, وبالتالي مغلولة الأيدي؟ نعم.. ولذلك أقول علينا جميعا أن نساعد بعضنا البعض وتتشابك الأيادي, ويسهم المجتمع المدني بجوار الحكومة والمسئولين عن التعليم وخطب الجمعة للارتقاء بالشباب الذين لو أدخلناهم في معادلة حل المشاكل المستعصية التي لا نعرف لها حلا سنجدهم يحدثون نتائج مبهرة.. مثلما اثبتوا ذلك في حملة حماية لمواجهة المخدرات وأحدثوا دويا تحدث عنه العالم كله. أصحاب الملايين في أمريكا وأوروبا يتبرعون بنصف ثرواتهم لخدمة المجتمع.. فمتي نري ذلك عندنا؟ للأسف شيء يدعو للخجل.. أخشي أن أقول لهم شوفوا ماذا فعل بيل جيتس؟!.. فلابد أن يكون هناك دوافع إيمانية حث عليها الدين الإسلامي والمسيحي ودوافع إنسانية بحكم معايشتهم للناس وأيضا دوافع وطنية.. لكن إن لم يحركهم كل ذلك فلا يسعني سوي قول قلدوا بيل جيتس!!. ولكنك أحد المتهمين بذلك حيث يقول البعض انك صاحب ملايين...؟! يقاطعني ويرد بصوت خافت مليء بالشجن, يقول: هذا الكلام غير صحيح.. فمنذ طفولتي وأعيش عيشة ميسورة ولم تكن الدعوة يوما هي السر وراء ما أنا عليه.. فقد كنت أعمل في بداياتي في أكبر مكتب مراجعة حسابات بمصر ثم أسست مكتبي الخاص للمراجعة واستمر سنوات.. وحاليا العمل الوحيد الذي أتقاضي عنه أجرا هو برامج التليفزيون.. ومعروف للجميع العائد المادي منها.. فهذه الشائعات الهدف منها النيل مني. - عمرو خالد:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق